מכשירי כתיבה

בלוג

زهرة على شفا الهاوية

المرتبة الأولى
 | 
صبحيه مهدي موسى ابو صيام

على حافة جبل شاهق، نمت زهرة بيضاء وسط الصخور. لم تكن مجرد زهرة عادية، بل كانت رمزًا للصمود في وجه الرياح العاتية، شاهدةً على كل ما مرّ بها، وكل من تعثّر قبل الوصول إليها. لطالما حيكت حولها الأساطير في القرية أسفل الجبل، حيث قيل إنها تحقق الأماني لمن يلمسها، لكنها تختبر قوة القلب قبل ذلك. في أسفل الجبل، عاش كريم، رسام فقد بصره إثر حادث أليم. بعد الحادث، أصبحت حياته كلوحة باهتة، تلاشت ألوانها، وغابت عنها الخطوط الواضحة. كان شغوفًا بجمال الطبيعة، يسكب مشاعره في لوحاته، لكن منذ أن غشي الظلام عينيه، شعر أن فنه قد سُلب منه إلى الأبد. في إحدى الأمسيات، جلس كريم تحت سفح الجبل، يستمع إلى صفير الرياح وهي تتخلل الصخور، كأنها تهمس له بنداء خفي. بجانبه، كان أخوه سامر، الذي طالما حاول التخفيف عنه. قال له بصوت هادئ: "في قمة الجبل، تنمو زهرة بيضاء نادرة. يُقال إنها ليست مجرد زهرة، بل اختبار لمن يجرؤ على السعي وراءها". سأل كريم، وقد اشتعل الفضول في صدره: "وكيف تبدو؟ " أجابه سامر: "كأنها حلم يتحدى الواقع، وحيدة بين الصخور، لكنها أقوى من العواصف التي تحيط بها". صمت كريم، لكنه شعر بشيء يتحرك في داخله، رغبة لم يعرفها منذ زمن. لم يكن الأمر مجرد فضول، بل كان إحساسًا غامضًا بأن عليه أن يراها، وإن لم يكن بعينيه. حين أخبر أخاه بنيته في الصعود، حاول سامر ثنيه عن الفكرة، محذرًا من المخاطر، لكنه رأى في ملامح كريم إصرارًا لم يألفه من قبل. في اليوم التالي، بدأ كريم رحلته إلى القمة، مستندًا إلى عصاه، يقود خطواته بشعور لا يدرك كنهه. لم يكن صعود الجبل مجرد تحدٍّ جسدي، بل كان صراعًا داخليًا مع الخوف والتردد. في كل خطوة، تذكر أيامه كرسام، وكيف كان يرى العالم بألوان نابضة بالحياة، قبل أن يغشي السواد عينيه. شعر أن الجبل نفسه يعيد له أجزاء من روحه التي ظنها ضاعت. كلما تعثر، سمع صوت سامر يتردد في ذهنه، يذكره بالزهرة، بالحلم الذي ينتظره في القمة. وعندما بلغ أخيرًا القمة، مدّ يده المرتجفة ولمس الزهرة. في تلك اللحظة، لم يشعر بورقة ناعمة فحسب، بل أحس بنبضها، كأنها تنقل إليه دفئًا غريبًا، وكأنها تحدثه بلغة لم يسمعها من قبل. جلس كريم بجوارها، وترك دموعه تنهمر، لكنها لم تكن دموع حزن، بل ارتياح. لم يكن بحاجة إلى أن يراها بعينيه، إذ قد رآها بروحه. أدرك أن الظلام الذي خيّم عليه لم يكن سوى ستار يخفي حقيقة أعمق: أن النور لا يُرى بالعين، بل يُستشعر بالقلب. حين عاد إلى القرية، لم يرسم الزهرة على الورق، لكنه رسمها في نفوس من حوله، بكلماته، بقصصه، بنظرة جديدة للحياة لم يكن يملكها من قبل. لم تعد الزهرة مجرد أسطورة عن تحقيق الأماني، بل أصبحت رمزًا لحقيقة أبسط وأعمق: أن الجمال الحقيقي ليس فيما نراه، بل فيما نشعر به. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد كريم ذلك الرسام الذي فقد بصره، بل صار فنانًا يرى العالم بألوان جديدة، ألوان لم تكن بحاجة إلى عيون لتُدرك، بل إلى قلب قادر على الإحساس.

נימוקי השופטים

نص رائع ومؤثر، يحمل رسالة إنسانية خالدة عن الصمود والإلهام.

  • حبكة ملهمة وعاطفية تمزج بين الرمزية العميقة والصراع الداخلي.
  • وصف شاعري قوي يجعل القارئ يشعر بكل تفصيل في رحلة كريم.
  • رسالة فلسفية عميقة عن تجاوز العقبات، ورؤية الجمال بالقلب لا بالعين.
  • نهاية مؤثرة ومرضية تؤكد على أن القوة الحقيقية تأتي من الداخل.

אהבתי
נימוקי השופטים

نص رائع ومؤثر، يحمل رسالة إنسانية خالدة عن الصمود والإلهام.

  • حبكة ملهمة وعاطفية تمزج بين الرمزية العميقة والصراع الداخلي.
  • وصف شاعري قوي يجعل القارئ يشعر بكل تفصيل في رحلة كريم.
  • رسالة فلسفية عميقة عن تجاوز العقبات، ورؤية الجمال بالقلب لا بالعين.
  • نهاية مؤثرة ومرضية تؤكد على أن القوة الحقيقية تأتي من الداخل.

הצבעה ליצירה

היצירות הזוכות

חטיבת הביניים
תיכון

زهرة على شفا الهاوية

المرتبة الأولى
 | 
صبحيه مهدي موسى ابو صيام

على حافة جبل شاهق، نمت زهرة بيضاء وسط الصخور. لم تكن مجرد زهرة عادية، بل كانت رمزًا للصمود في وجه الرياح العاتية، شاهدةً على كل ما مرّ بها، وكل من تعثّر قبل الوصول إليها. لطالما حيكت حولها الأساطير في القرية أسفل الجبل، حيث قيل إنها تحقق الأماني لمن يلمسها، لكنها تختبر قوة القلب قبل ذلك. في أسفل الجبل، عاش كريم، رسام فقد بصره إثر حادث أليم. بعد الحادث، أصبحت حياته كلوحة باهتة، تلاشت ألوانها، وغابت عنها الخطوط الواضحة. كان شغوفًا بجمال الطبيعة، يسكب مشاعره في لوحاته، لكن منذ أن غشي الظلام عينيه، شعر أن فنه قد سُلب منه إلى الأبد. في إحدى الأمسيات، جلس كريم تحت سفح الجبل، يستمع إلى صفير الرياح وهي تتخلل الصخور، كأنها تهمس له بنداء خفي. بجانبه، كان أخوه سامر، الذي طالما حاول التخفيف عنه. قال له بصوت هادئ: "في قمة الجبل، تنمو زهرة بيضاء نادرة. يُقال إنها ليست مجرد زهرة، بل اختبار لمن يجرؤ على السعي وراءها". سأل كريم، وقد اشتعل الفضول في صدره: "وكيف تبدو؟ " أجابه سامر: "كأنها حلم يتحدى الواقع، وحيدة بين الصخور، لكنها أقوى من العواصف التي تحيط بها". صمت كريم، لكنه شعر بشيء يتحرك في داخله، رغبة لم يعرفها منذ زمن. لم يكن الأمر مجرد فضول، بل كان إحساسًا غامضًا بأن عليه أن يراها، وإن لم يكن بعينيه. حين أخبر أخاه بنيته في الصعود، حاول سامر ثنيه عن الفكرة، محذرًا من المخاطر، لكنه رأى في ملامح كريم إصرارًا لم يألفه من قبل. في اليوم التالي، بدأ كريم رحلته إلى القمة، مستندًا إلى عصاه، يقود خطواته بشعور لا يدرك كنهه. لم يكن صعود الجبل مجرد تحدٍّ جسدي، بل كان صراعًا داخليًا مع الخوف والتردد. في كل خطوة، تذكر أيامه كرسام، وكيف كان يرى العالم بألوان نابضة بالحياة، قبل أن يغشي السواد عينيه. شعر أن الجبل نفسه يعيد له أجزاء من روحه التي ظنها ضاعت. كلما تعثر، سمع صوت سامر يتردد في ذهنه، يذكره بالزهرة، بالحلم الذي ينتظره في القمة. وعندما بلغ أخيرًا القمة، مدّ يده المرتجفة ولمس الزهرة. في تلك اللحظة، لم يشعر بورقة ناعمة فحسب، بل أحس بنبضها، كأنها تنقل إليه دفئًا غريبًا، وكأنها تحدثه بلغة لم يسمعها من قبل. جلس كريم بجوارها، وترك دموعه تنهمر، لكنها لم تكن دموع حزن، بل ارتياح. لم يكن بحاجة إلى أن يراها بعينيه، إذ قد رآها بروحه. أدرك أن الظلام الذي خيّم عليه لم يكن سوى ستار يخفي حقيقة أعمق: أن النور لا يُرى بالعين، بل يُستشعر بالقلب. حين عاد إلى القرية، لم يرسم الزهرة على الورق، لكنه رسمها في نفوس من حوله، بكلماته، بقصصه، بنظرة جديدة للحياة لم يكن يملكها من قبل. لم تعد الزهرة مجرد أسطورة عن تحقيق الأماني، بل أصبحت رمزًا لحقيقة أبسط وأعمق: أن الجمال الحقيقي ليس فيما نراه، بل فيما نشعر به. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد كريم ذلك الرسام الذي فقد بصره، بل صار فنانًا يرى العالم بألوان جديدة، ألوان لم تكن بحاجة إلى عيون لتُدرك، بل إلى قلب قادر على الإحساس.

تعليقات الحكام

نص رائع ومؤثر، يحمل رسالة إنسانية خالدة عن الصمود والإلهام.

  • حبكة ملهمة وعاطفية تمزج بين الرمزية العميقة والصراع الداخلي.
  • وصف شاعري قوي يجعل القارئ يشعر بكل تفصيل في رحلة كريم.
  • رسالة فلسفية عميقة عن تجاوز العقبات، ورؤية الجمال بالقلب لا بالعين.
  • نهاية مؤثرة ومرضية تؤكد على أن القوة الحقيقية تأتي من الداخل.

الفائزات/ين في مسابقة الكتابة

المواضيع التي نالت إعجاب اللجنة