الغد المجهول
غدًا؛ ربّما أموت وربّما أعيش ولربّما أكون أو لا أكون. يا لهذا الأمر المحيّر ويا لصعوبة التفكير فيه. كم يأخذ ذلك الموضوع وقت عقلي ليفكر فيه، لكن هل الجميع مثلي؟ وهل يفكر كل أحد بذلك؟ لكل شخص منّا أفكاره لكنّني أرى الأشياء بطريقة مختلفة جدًّا دعوني أحدثكم عن نظرتي للمستقبل. إنّني أنظر من بعيد، أرى أشياء كثيرة بينما أغمض عيناي، أبتعد وأبتعد. في الذهاب أرى الكثير من الأشياء الجديدة لم يسبق لي أن رأيتها هنا في الحاضر. نعم أنا أذهب إلى المستقبل وها أنا ذا أدهش كثيرًا لروعة ما أراه. لقد تغيّر العالم كثيرًا ولم يتغيّر العالم فحسب، بل تغيّر قلبي وعقلي وطريقة تفكير كليهما. إنّني أشاهد الآن مشهدًا جميلًا لطالما طمحت لرؤيته. أرى نفسي على منصّة صغيرة أحمل أوراقي وأدافع عن امرأة مظلومة. أجل لقد أصبحت محامية ارتديت ذلك الزيّ الأسود المخطّط بلون خمري غامق، أقف بشموخ أتكلّم بثقة كما تخيّلت في أحلامي دائمًا، فجأة؛ تناديني أمّي، ولقد ذهب حبل الأفكار الجميل والأحلام الورديّة اللطيفة. وها أنا يومًا بعد يوم أطمح لأرى نفسي هناك وأحقّق ذلك الحلم، ولا أعرف هل سيتحقّق أم سيبقى داخل تلك العينين فقط. مرّت الأيام والسنين درست ودرست، لم أتعب أو أشتكِ يومًا. أنهيت المرحلة الثانويّة وها أنا ذا أستعدّ للذهاب إلى الجامعة لدراسة القانون كما حلمت دائمًا؛ ولكن لم أتوقّع أن أرى تلك الفتاة ببدلة المحاماة تذهب إلى الإبد دون عودة. أجل، لقد رفضت عائلتي فكرة إكمال الدراسة رأيت حلمي يتفجّر أمامي ولم أستطع أن أفعل أي شيء؛ نعم هذه هي نظرتي للغد، وها أنا ذا أجلس وأبكي وأترجى لم أنفع بشيء، فهذه هي نهاية معتقدات مجتمعنا الذي ضاعت فيه آمال فتيات كثيرة، وضاعت أحلام مستقبلية لطالما حلم بها الكثير والكثير من الأشخاص. هذه نهاية الظلم في أفكار هذا المجتمع ويا لها من نهاية.