מכשירי כתיבה

בלוג

نداء المجهول

المرتبة الثانية
 | 
زينب محمد أحمد الشيخ عمر

كان صباحًا عاديًا في بيتنا، أو هكذا بدأ. أمي، كالعادة، تقف في المطبخ، ورائحة الزعتر تعبق في الأجواء، بينما أبي يقرأ الصحيفة بصوته الهادئ، مرتديًا نظاراته الكبيرة التي تضفي عليه هيبة كما اعتاد دائمًا. أما أخي، فهو في غرفته يرسم عالمه الخاص. جلست على الطاولة أحتسي كوب الحليب الدافئ الذي أعدّته أمي بحبّ، وأنا أفكر في مستقبلي. كانت الأفكار تدور في ذهني كعاصفة لا تهدأ، والقلق يرافقني كظلي.

"ما الذي تفكرين فيه؟" سألتني أمي دون أن ترفع عينيها عن العجين. كانت نبرة صوتها هادئة ومليئة بالاهتمام، وكأنها شعرت بما أعانيه دون أن أتكلم.

لم أكن أعرف كيف أعبّر عما في داخلي. شعرت وكأن قلبي يركض نحو شيء مجهول، بينما قدماي متجمدتان في الأرض. "لا أعرف... طريق المستقبل يبدو غريبًا ومخيفًا".

قال أبي وهو يضع الصحيفة جانبًا: "المستقبل مثل طريق ترابي طويل، لا تعرفين إن كان سيأخذكِ إلى حديقة خضراء أم إلى صحراء قاحلة، لكن من المهم أن تسيريه بخطوات ثابتة".

كلماته تركت أثرًا عميقًا في نفسي، كانت نصيحته تشبه شعاعًا مضيئًا وسط عتمة أفكاري.

بعد الإفطار، صعدت إلى سطح المنزل، المكان الذي ألجأ إليه كلما شعرت بالضياع. كان الجو باردًا قليلًا، لكن أشعة الشمس كانت تلامس وجهي بلطف. من هنا كنت أرى الحيّ بأكمله: الأطفال يلعبون في الأزقة بفرح، السيدات يتحدثن عند الأبواب، ورائحة الخبز منتشرة في الهواء. ومع ذلك، شعرت وكأنني زهرة صغيرة تائهة في بستان كبير، تبحث عن مكان تنتمي إليه.

"لكن، ماذا لو لم أكن أستطيع اختيار الطريق الصحيح؟" تساءلت بصوت خافت. كنت أحلم دائمًا أن أصبح طبيبة ماهرة، لكن الجميع يقول إن دراسة الطب شاقة، ماذا لو فشلت؟ ماذا لو لم أكن جيدة؟

"لن تعرفي أبدًا إن لم تجرّبي". جاء صوت أمي وهي تصعد السلم لتضع الملابس. نظرت إليّ بابتسامة قائلة: "الخوف من الفشل طبيعي، لكن لا تسمحي له بأن يسيطر عليكِ. عندما كنتُ في عمرك، أردت أن أصبح معلمة، لكنني استسلمت لخوفي من كلام الناس. اليوم، أندم لأنني لم أقاوم ذلك الخوف".

شعرت وكأن كلماتها تمنحني عزيمة وإصرارًا.

انضم أبي إلينا وهو يحمل كوب القهوة قائلًا بصوته الهادئ: "الطريق الصعب هو الذي يصنع منكِ شخصية أقوى".

كلماته كانت بمثابة يد تمتد إليّ لتنقذني من بحر القلق. كنت أشعر وكأنني في منتصف لعبة شطرنج، كل خطوة قد تكون مصيرية. كنت بحاجة إلى دليل، أو إشارة تخبرني أنني سأكون بخير.

في تلك اللحظة، جاء أخي الصغير وهو يركض نحوي، يحمل بيده ورقة، وقال بحماس: "انظري، لقد رسمتُ لكِ طريق المستقبل!"

كانت الورقة مليئة بخطوط عشوائية، ملونة بألوان فاقعة وقلوب صغيرة. ضحكت، وعرفت أن هناك عبرة في رسمته البسيطة: "الطريق ملككِ... اجعليه مميزًا بطريقتكِ".

عدت إلى غرفتي، وكتبت على ورقة بيضاء: "أنا قادرة على تحقيق حلمي". علّقتها على الحائط، ونظرت في المرآة، وقلت لنفسي: "المهم أن أبدأ".

كانت تلك أول خطوة أخطوها، لكنها منحتني دافعًا قويًا للاستمرار.

في اليوم التالي، بدأت أبحث بشغف عن الجامعات وأطّلع على تخصصات الطب. شعرت وكأن الخوف يتلاشى تدريجيًا. أدركت أن طريق المستقبل لم يعد فكرة غامضة تقلقني، بل أصبح كلوحة أرسمها بيدي وألونها بألواني.

أمي وأبي كانا بجانبي كجذور شجرة قوية تدعمني كلما هزّتني الرياح. أدركت أن الطريق لن يكون سهلًا، لكنه ملكي، وكل خطوة فيه تحمل طعم الانتصار والاقتراب من تحقيق حلمي.

נימוקי השופטים

نص رائع ومؤثر، يحمل رسالة تحفيزية عميقة.

  • سرد دافئ وإنساني يعكس جو العائلة ودورها في بناء الثقة بالنفس.
  • لغة عذبة ووصف عميق يجعل القارئ يشعر بالتواصل العاطفي مع البطلة.
  • رسالة تحفيزية قوية حول الخوف من المستقبل وأهمية اتخاذ الخطوة الأولى.
  • استخدام رمزية جميلة مثل الطريق، لوحة الشطرنج، وجذور الشجرة التي تعكس الدعم العائلي.

אהבתי
נימוקי השופטים

نص رائع ومؤثر، يحمل رسالة تحفيزية عميقة.

  • سرد دافئ وإنساني يعكس جو العائلة ودورها في بناء الثقة بالنفس.
  • لغة عذبة ووصف عميق يجعل القارئ يشعر بالتواصل العاطفي مع البطلة.
  • رسالة تحفيزية قوية حول الخوف من المستقبل وأهمية اتخاذ الخطوة الأولى.
  • استخدام رمزية جميلة مثل الطريق، لوحة الشطرنج، وجذور الشجرة التي تعكس الدعم العائلي.

הצבעה ליצירה

היצירות הזוכות

חטיבת הביניים
תיכון

نداء المجهول

المرتبة الثانية
 | 
زينب محمد أحمد الشيخ عمر

كان صباحًا عاديًا في بيتنا، أو هكذا بدأ. أمي، كالعادة، تقف في المطبخ، ورائحة الزعتر تعبق في الأجواء، بينما أبي يقرأ الصحيفة بصوته الهادئ، مرتديًا نظاراته الكبيرة التي تضفي عليه هيبة كما اعتاد دائمًا. أما أخي، فهو في غرفته يرسم عالمه الخاص. جلست على الطاولة أحتسي كوب الحليب الدافئ الذي أعدّته أمي بحبّ، وأنا أفكر في مستقبلي. كانت الأفكار تدور في ذهني كعاصفة لا تهدأ، والقلق يرافقني كظلي.

"ما الذي تفكرين فيه؟" سألتني أمي دون أن ترفع عينيها عن العجين. كانت نبرة صوتها هادئة ومليئة بالاهتمام، وكأنها شعرت بما أعانيه دون أن أتكلم.

لم أكن أعرف كيف أعبّر عما في داخلي. شعرت وكأن قلبي يركض نحو شيء مجهول، بينما قدماي متجمدتان في الأرض. "لا أعرف... طريق المستقبل يبدو غريبًا ومخيفًا".

قال أبي وهو يضع الصحيفة جانبًا: "المستقبل مثل طريق ترابي طويل، لا تعرفين إن كان سيأخذكِ إلى حديقة خضراء أم إلى صحراء قاحلة، لكن من المهم أن تسيريه بخطوات ثابتة".

كلماته تركت أثرًا عميقًا في نفسي، كانت نصيحته تشبه شعاعًا مضيئًا وسط عتمة أفكاري.

بعد الإفطار، صعدت إلى سطح المنزل، المكان الذي ألجأ إليه كلما شعرت بالضياع. كان الجو باردًا قليلًا، لكن أشعة الشمس كانت تلامس وجهي بلطف. من هنا كنت أرى الحيّ بأكمله: الأطفال يلعبون في الأزقة بفرح، السيدات يتحدثن عند الأبواب، ورائحة الخبز منتشرة في الهواء. ومع ذلك، شعرت وكأنني زهرة صغيرة تائهة في بستان كبير، تبحث عن مكان تنتمي إليه.

"لكن، ماذا لو لم أكن أستطيع اختيار الطريق الصحيح؟" تساءلت بصوت خافت. كنت أحلم دائمًا أن أصبح طبيبة ماهرة، لكن الجميع يقول إن دراسة الطب شاقة، ماذا لو فشلت؟ ماذا لو لم أكن جيدة؟

"لن تعرفي أبدًا إن لم تجرّبي". جاء صوت أمي وهي تصعد السلم لتضع الملابس. نظرت إليّ بابتسامة قائلة: "الخوف من الفشل طبيعي، لكن لا تسمحي له بأن يسيطر عليكِ. عندما كنتُ في عمرك، أردت أن أصبح معلمة، لكنني استسلمت لخوفي من كلام الناس. اليوم، أندم لأنني لم أقاوم ذلك الخوف".

شعرت وكأن كلماتها تمنحني عزيمة وإصرارًا.

انضم أبي إلينا وهو يحمل كوب القهوة قائلًا بصوته الهادئ: "الطريق الصعب هو الذي يصنع منكِ شخصية أقوى".

كلماته كانت بمثابة يد تمتد إليّ لتنقذني من بحر القلق. كنت أشعر وكأنني في منتصف لعبة شطرنج، كل خطوة قد تكون مصيرية. كنت بحاجة إلى دليل، أو إشارة تخبرني أنني سأكون بخير.

في تلك اللحظة، جاء أخي الصغير وهو يركض نحوي، يحمل بيده ورقة، وقال بحماس: "انظري، لقد رسمتُ لكِ طريق المستقبل!"

كانت الورقة مليئة بخطوط عشوائية، ملونة بألوان فاقعة وقلوب صغيرة. ضحكت، وعرفت أن هناك عبرة في رسمته البسيطة: "الطريق ملككِ... اجعليه مميزًا بطريقتكِ".

عدت إلى غرفتي، وكتبت على ورقة بيضاء: "أنا قادرة على تحقيق حلمي". علّقتها على الحائط، ونظرت في المرآة، وقلت لنفسي: "المهم أن أبدأ".

كانت تلك أول خطوة أخطوها، لكنها منحتني دافعًا قويًا للاستمرار.

في اليوم التالي، بدأت أبحث بشغف عن الجامعات وأطّلع على تخصصات الطب. شعرت وكأن الخوف يتلاشى تدريجيًا. أدركت أن طريق المستقبل لم يعد فكرة غامضة تقلقني، بل أصبح كلوحة أرسمها بيدي وألونها بألواني.

أمي وأبي كانا بجانبي كجذور شجرة قوية تدعمني كلما هزّتني الرياح. أدركت أن الطريق لن يكون سهلًا، لكنه ملكي، وكل خطوة فيه تحمل طعم الانتصار والاقتراب من تحقيق حلمي.

تعليقات الحكام

نص رائع ومؤثر، يحمل رسالة تحفيزية عميقة.

  • سرد دافئ وإنساني يعكس جو العائلة ودورها في بناء الثقة بالنفس.
  • لغة عذبة ووصف عميق يجعل القارئ يشعر بالتواصل العاطفي مع البطلة.
  • رسالة تحفيزية قوية حول الخوف من المستقبل وأهمية اتخاذ الخطوة الأولى.
  • استخدام رمزية جميلة مثل الطريق، لوحة الشطرنج، وجذور الشجرة التي تعكس الدعم العائلي.

الفائزات/ين في مسابقة الكتابة

المواضيع التي نالت إعجاب اللجنة