מכשירי כתיבה

בלוג

شركاء وشريكات الطريق

 | 
آسيا صلاح العلقماوي

كانت الشّمس تتوسّط السّماء، تسكب ضياءها على مضمار السّباق اللّامع، كأنّها تسجّل كلّ خطوة من خطوات المتسابقين.

على خطّ النّهاية، وقفت فتاتان تملؤهما روح التّحدّي والتّوتّر؛ أمل ومجد، شريكتان في سباق التّتابع، عيناهما تلمعان كالنّجوم، وقلوبهما تخفق كأنّها طبول معركة من فرط الحماس. فقد وقع الاختيار عليهما من قبل معلّمة التّربية البدنيّة، بعد أن رأت فيهما الجدّيّة، المثابرة، وعدم الرّضا بالخسارة.

أمسكت أمل العصا بإحكام، كأنّها تحمل بين يديها إرث الأجيال. لم تكن مجرّد عصا خشبيّة، بل كانت تمثّل قصصًا محفورة في الذّاكرة؛ دموع الأمّهات عند وداع الأبناء، وأحلام الآباء الّتي تحوّلت إلى جسر للأجيال المقبلة.

كان المضمار طويلًا، لكنّه بدا كمرآة للحياة، مليئًا بالمنعطفات والعقبات، كأنّه يهمس لكلّ من عليه: "لن تصل إلّا إذا آمنت بنفسك وبمن معك".

ركضت أمل بسرعة، والرّياح تلعب بشعرها كأنّها شريك خفيّ يدفعها إلى الأمام، مع كلمات جدّتها الّتي كانت تردّدها دائمًا: "يا صغيرتي، الحياة سباق طويل، لكنّك لن تفوزي وحدك، خذي ما يُعطى لك وامنحيه لمن بعدك بإخلاص". كلمات بسيطة، لكنّها كانت بمثابة بوصلة توجّه طريقها، ومحفّزًا لبذل كلّ ما في وسعها والتغلّب على منافسيها.

وصلت أمل إلى مجد، ويدها امتدّت لتسليم العصا. في تلك اللّحظة، غرست في أعينها الثّقة بالفوز، وتحقيق أحلام لم تنتهِ بعد، لتعزّز الشّغف في روحها وتحسّن من استعدادها.

أخذت مجد العصا وانطلقت، خطواتها كانت كإيقاع موسيقي متناغم مع نبض قلبها. شعرت بعبء المسؤوليّة، لكنّها في الوقت نفسه شعرت بقوّة لا مثيل لها، وردّدت في نفسها: "هذا ليس سباقي وحدي، إنّه سباق كلّ من ساعدني للوصول إلى هنا".

كانت العصا بيدها تمثّل دعم والدتها، وكلمات معلّمتها الّتي أشعلت فيها شعلة الإلهام، وحتّى ضحكات أصدقائها الّتي كانت تخفّف من وطأة الأيّام الصّعبة.

رأت مجد خطّ النّهاية يقترب، فبدأت الفرحة تتسرّب إلى قلبها، كما يتسرّب الضّوء إلى فجوة صغيرة في جدار مظلم. لكنّها لم تكن ترى الفوز كإنجاز شخصي، بل كانت ترى فيه صورة متكاملة لفريق، لروح جماعيّة، ولشراكة لا يمكن أنْ تنجح دون اتّحاد.

عندما عبرت مجد خطّ النّهاية، تعالت الهتافات ليس فقط لأمل ومجد، بل من أجل كلّ من اشترك في السّباق الطّويل. احتضنتا بعضهما البعض، والدموع في أعينهما كانت كقطرات مطر تُنبت بها بذور الفرح.

أدركتا أنّ العصا الّتي حملتاها لم تكن مجرّد عصا خشبيّة، بل كانت رمزًا للحياة نفسها. ففي هذا السّباق، تسلّمنا الحياة عصا الأمل والإرث، ونحن بدورنا ننقلها لغيرنا. فكلّ نجاح هو ثمرة جهد مشترك، وكلّ خطوة للأمام تُبنى على خُطى من سبقونا، ففي الاتّحاد والتّعاون قوّة.

وهكذا، حُقّق المجد للأمل، وبدأ في أعماقهما سباق جديد، سباق الإلهام الّذي لا ينتهي

נימוקי השופטים

نص رائع ومؤثر برسالة قوية عن التعاون والإرث الجماعي.

  • سرد جميل وانسيابي يعكس مشاعر الشخصيات بواقعية وعاطفة صادقة.
  • رمزية قوية للعصا كإرث ودعم مشترك يعكس قيمة التعاون والعمل الجماعي.
  • استخدام لغوي مميز وشاعري يعزز الجمالية السردية
  • نهاية ملهمة وذات بعد فلسفي تجعل القصة تتجاوز مجرد سباق رياضي إلى درس حياتي.

אהבתי
נימוקי השופטים

نص رائع ومؤثر برسالة قوية عن التعاون والإرث الجماعي.

  • سرد جميل وانسيابي يعكس مشاعر الشخصيات بواقعية وعاطفة صادقة.
  • رمزية قوية للعصا كإرث ودعم مشترك يعكس قيمة التعاون والعمل الجماعي.
  • استخدام لغوي مميز وشاعري يعزز الجمالية السردية
  • نهاية ملهمة وذات بعد فلسفي تجعل القصة تتجاوز مجرد سباق رياضي إلى درس حياتي.

הצבעה ליצירה

היצירות הזוכות

חטיבת הביניים
תיכון

شركاء وشريكات الطريق

 | 
آسيا صلاح العلقماوي

كانت الشّمس تتوسّط السّماء، تسكب ضياءها على مضمار السّباق اللّامع، كأنّها تسجّل كلّ خطوة من خطوات المتسابقين.

على خطّ النّهاية، وقفت فتاتان تملؤهما روح التّحدّي والتّوتّر؛ أمل ومجد، شريكتان في سباق التّتابع، عيناهما تلمعان كالنّجوم، وقلوبهما تخفق كأنّها طبول معركة من فرط الحماس. فقد وقع الاختيار عليهما من قبل معلّمة التّربية البدنيّة، بعد أن رأت فيهما الجدّيّة، المثابرة، وعدم الرّضا بالخسارة.

أمسكت أمل العصا بإحكام، كأنّها تحمل بين يديها إرث الأجيال. لم تكن مجرّد عصا خشبيّة، بل كانت تمثّل قصصًا محفورة في الذّاكرة؛ دموع الأمّهات عند وداع الأبناء، وأحلام الآباء الّتي تحوّلت إلى جسر للأجيال المقبلة.

كان المضمار طويلًا، لكنّه بدا كمرآة للحياة، مليئًا بالمنعطفات والعقبات، كأنّه يهمس لكلّ من عليه: "لن تصل إلّا إذا آمنت بنفسك وبمن معك".

ركضت أمل بسرعة، والرّياح تلعب بشعرها كأنّها شريك خفيّ يدفعها إلى الأمام، مع كلمات جدّتها الّتي كانت تردّدها دائمًا: "يا صغيرتي، الحياة سباق طويل، لكنّك لن تفوزي وحدك، خذي ما يُعطى لك وامنحيه لمن بعدك بإخلاص". كلمات بسيطة، لكنّها كانت بمثابة بوصلة توجّه طريقها، ومحفّزًا لبذل كلّ ما في وسعها والتغلّب على منافسيها.

وصلت أمل إلى مجد، ويدها امتدّت لتسليم العصا. في تلك اللّحظة، غرست في أعينها الثّقة بالفوز، وتحقيق أحلام لم تنتهِ بعد، لتعزّز الشّغف في روحها وتحسّن من استعدادها.

أخذت مجد العصا وانطلقت، خطواتها كانت كإيقاع موسيقي متناغم مع نبض قلبها. شعرت بعبء المسؤوليّة، لكنّها في الوقت نفسه شعرت بقوّة لا مثيل لها، وردّدت في نفسها: "هذا ليس سباقي وحدي، إنّه سباق كلّ من ساعدني للوصول إلى هنا".

كانت العصا بيدها تمثّل دعم والدتها، وكلمات معلّمتها الّتي أشعلت فيها شعلة الإلهام، وحتّى ضحكات أصدقائها الّتي كانت تخفّف من وطأة الأيّام الصّعبة.

رأت مجد خطّ النّهاية يقترب، فبدأت الفرحة تتسرّب إلى قلبها، كما يتسرّب الضّوء إلى فجوة صغيرة في جدار مظلم. لكنّها لم تكن ترى الفوز كإنجاز شخصي، بل كانت ترى فيه صورة متكاملة لفريق، لروح جماعيّة، ولشراكة لا يمكن أنْ تنجح دون اتّحاد.

عندما عبرت مجد خطّ النّهاية، تعالت الهتافات ليس فقط لأمل ومجد، بل من أجل كلّ من اشترك في السّباق الطّويل. احتضنتا بعضهما البعض، والدموع في أعينهما كانت كقطرات مطر تُنبت بها بذور الفرح.

أدركتا أنّ العصا الّتي حملتاها لم تكن مجرّد عصا خشبيّة، بل كانت رمزًا للحياة نفسها. ففي هذا السّباق، تسلّمنا الحياة عصا الأمل والإرث، ونحن بدورنا ننقلها لغيرنا. فكلّ نجاح هو ثمرة جهد مشترك، وكلّ خطوة للأمام تُبنى على خُطى من سبقونا، ففي الاتّحاد والتّعاون قوّة.

وهكذا، حُقّق المجد للأمل، وبدأ في أعماقهما سباق جديد، سباق الإلهام الّذي لا ينتهي

تعليقات الحكام

نص رائع ومؤثر برسالة قوية عن التعاون والإرث الجماعي.

  • سرد جميل وانسيابي يعكس مشاعر الشخصيات بواقعية وعاطفة صادقة.
  • رمزية قوية للعصا كإرث ودعم مشترك يعكس قيمة التعاون والعمل الجماعي.
  • استخدام لغوي مميز وشاعري يعزز الجمالية السردية
  • نهاية ملهمة وذات بعد فلسفي تجعل القصة تتجاوز مجرد سباق رياضي إلى درس حياتي.

الفائزات/ين في مسابقة الكتابة

المواضيع التي نالت إعجاب اللجنة